إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2021/05/10

Risk and Insurance Business in History

 

المخاطر وأعمال التأمين في التاريخ


نشرت في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين: 

المخاطر وأعمال التأمين في التاريخ – شبكة الاقتصاديين العراقيين (iraqieconomists.net)

 

عنوان الكتاب: المخاطر وأعمال التأمين في التاريخ

 

تحرير: جيرونيا بونس وروبن بيرسون *

 

المراجع: كريس كينغستون **

 

الترجمة: مصباح كمال***

 

 

جيرونيا بونس وروبن بيرسون، محرران، المخاطر وأعمال التأمين في التاريخ، مدريد: مؤسسة ماپفري، 2020، 290 صفحة.

 

 

 

لقد كان موضوع تاريخ التأمين، كما لاحظ العديد من المؤلفين، عرضة إلى الإهمال من قبل المؤرخين، بما في ذلك المؤرخون الاقتصاديون.  ولكن في السنوات الأخيرة، مع نمو مطّرد في الاهتمام من قبل الباحثين عبر مجموعة من التخصصات، أخذ مجال الاهتمام بالتوسع في النطاق الجغرافي والتاريخي والمنهجي.

 

في تموز/يونيو 2019، نظم اثنان من أفضل الرواد في هذا المجال، جيرونيا بونس Jerònia Pons (جامعة إشبيلية) وروبن بيرسون Robin Pearson (جامعة هال)، مؤتمرًا دوليًا حول "المخاطر وأعمال التأمين في التاريخ" في جامعة إشبيلية.  جمع المؤتمر مجموعة من الباحثين في التأمين والمخاطر يحملون وجهات نظر أكاديمية ومهنية متباينة، بهدف واضح وهو إنشاء منتدى لتشجيع الحوار متعدد التخصصات.  بالنسبة للباحثين في التأمين، كما يشهد هذا المُراجع، فإن هذا المؤتمر كان فرصة نادرة وقيّمة للتواصل، وتجمعًا خصبًا ومحفزًا وممتعًا بشكل ملحوظ.  فلهم الشكر والتقدير جميعًا.

 

تمَّ نشر هذه المجموعة المكونة من تسعة أوراق مقدمة في المؤتمر، والتي تم تحريرها من قبل بونس وبيرسون، بدعم من مؤسسة Mapfre،[1] التي دعمت أيضًا المؤتمر نفسه.

 

في مقدمة قيّمة وواسعة النطاق، نسج المحرران معًا بعض الخيوط المتباينة في الأدبيات المجزأة حول المخاطر والتأمين.  ويأخذ مسحهم، للأدبيات المنشورة، دراسات المُنظرين في مجال الثقافة لكيفية اختلاف تصورات المخاطر والمسؤولية والتأمين عبر الثقافات؛ دراسات الاقتصاديين السلوكيين للفوارق النفسية التي تنشأ في اتخاذ القرار في ظل عدم اليقين؛ ومقاربة علماء الاجتماع وعلماء القانون لصناعة التأمين كمصدر لنوع من الحوكمة تجاه سلوك المخاطرة بين المؤمن لهم.  كما يؤكدان أيضًا على دور "الدولة" في أدوارها المتعددة: كمزوّد لأنواع مختلفة من التأمين، وكمصدر للمخاطر من خلال الحرب، وكمصدر للتنظيم regulation الذي لديه القدرة على تقييد أو تشجيع تطوير التأمين، والأسواق والمنظمات والممارسات.  النقطة الأساسية هي التأكيد على الدافع لدى المحررين لتنظيم مؤتمر إشبيلية: إظهار تنوع مناهج دراسة المخاطر والتأمين في التاريخ، وإيمانهما بإمكانية التعاون المفيد والتلاقح الفكري المتبادل.

 

في حين أن جودة المساهمات تختلف من باحث إلى أخر، فإن البعض منها كان سيستفيد من التحرير المكثف لها، إلا أن هناك العديد من الأوراق القيّمة للغاية في هذه المجموعة التي تُوسّع من نطاق هذا الحقل المعرفي وتستحق أن تُقرأ على نطاق واسع من قبل المهتمين بتاريخ التأمين والمجالات ذات الصلة.

 

يروي تيموثي ألبورن Timothy Alborn الحكاية الرائعة لكيفية تصارع شركات التأمين على الحياة البريطانية في القرن التاسع عشر مع مسألة كيفية تأمين حياة المبشرين والجنود والمغامرين الفيكتوريين وهم يغامرون بالانتقال إلى مناطق نائية ومليئة بالوباء في كثير من الأحيان في العالم وفي الإمبراطورية البريطانية– وهي المناطق التي لم يكن لدى الشركات سوى معلومات مبعثرة للغاية وغير كاملة عنها.  كما أن هذه الشركات قامت بالتوغل المتردد والمتحيز عنصريًا في كثير من الأحيان في مجال التأمين على رعايا الإمبراطورية غير البيض المُستعمرين، حتى عندما أصبح من الواضح تدريجيًا أن السكان المحليين "المتحضرين" غالبًا ما كانوا يتمتعون بصحة أفضل ومعدل وفيات أقل في بيئاتهم المحلية من الأسياد المغتربين الأوروبيين.  في المقابل، بالنسبة لشركات التأمين الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، والتي وصفت شارون آن مورفي Sharon Ann Murphy ببراعة جهودها في التوسع في أمريكا اللاتينية، كان الهدف الأساس لهذه الشركات هو التأمين على السكان المحليين.  ومع ذلك، أعاقت مشاكل الوكالة agency problems جهودها، وانهارت هذه الجهود في نهاية المطاف عندما تخلت عن المجال أمام الشركات المحلية الناشئة في مواجهة التشريعات التقييدية، وعدم اليقين السياسي، والفضائح.

 

قام ليوناردو كاروانا دي لاس كاجيجاس Leonardo Caruana de las Cagigas وأندريه شتراوس André Straus بمسح التطور القانوني والدور المتزايد لتنظيم الدولة لصناعة التأمين في فرنسا وإسبانيا من أواخر القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن العشرين، حيث ظهرت أشكال جديدة من التأمين والابتكارات التنظيمية organizational innovations.  لقد تخلفت التنمية في إسبانيا عمومًا عن فرنسا، مما مكّن الشركات والهيئات التنظيمية regulators الإسبانية من التعلّم من الدروس المستفادة في أماكن أخرى، لكن التواريخ السياسية المتباينة للبلدين ضمنت بقاء مسارات التنمية متميزة.

 

وقام كريستوفر ستادلين Christofer Stadlin بعقد مقارنة لتطور تأمين رب العمل من المسؤولية وحوادث العمل كما تشكّل من خلال البيئات التنظيمية في ألمانيا وفرنسا في أواخر القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى، وكما يبدو من وجهة نظر شركة زيورخ للتأمين التي كانت نشطة في كلا السوقين.

 

يقدم هوزيه غارثيا-رويز José García-Ruiz تاريخًا لشركة تأمين يستعرض فيه "التأمين عبر المصارف" “bancassurance” بين بنك Banesto الإسباني وشركة Luyefe، شركة التأمين الرائدة في إسبانيا في معظم سنوات القرن العشرين، حيث اجتازت الشركتان المرتبطتان مع بعضهما ارتباطًا وثيقًا الأوضاع السياسية المضطربة ودشنتا العمل مجالات جديدة من الأعمال.  ويصف ميكائيل لونبورغ Mikael Lönnborg وبيتر هيدبيرج Peter Hedberg ولارس كارلسون Lars Karlsson كيف أن قانون التأمين السويدي لعام 1948 فضَّل عن عمد شركات التأمين الكبيرة على أساس الاعتقاد بأن صناعة التأمين ستصبح أكثر كفاءة من خلال وفورات الحجم.  ومع ذلك، فإن الزيادة الناتجة في التركيز في صناعة التأمين السويدية فشلت في تحقيق التحسينات المأمولة لصالح المستهلك.

 

تتناول الفصول الأخرى للكتاب الاستجابة التنظيمية regulatory response لجنوب إفريقيا للأزمة المالية العالمية لعام 2008 (وهو ما تناوله فيرهوف Greitjie Verhoef بالدراسة)؛ تطور الإطار القانوني والتنظيمي الذي دعم تطوير التأمين ضد الحريق في كندا في القرن التاسع عشر، متأثرًا بالسوابق الفرنسية والبريطانية والأمريكية (وهو ما تناوله ديفيد جيل وسيباستيان لانكتوت David Gilles and Sébastien Lanctôt بالدراسة)؛ وكيف تم التلاعب بتقييم أصول شركات التأمين الأمريكية، بموافقة السلطات، لتمكينها من تلبية متطلبات الملاءة المالية خلال الأزمة المالية في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين (في دراسة لوكا فروليتشر Luca Froelicher).

 

مع مثل هذا الاتساع في الرؤية ونطاق الدراسة والمنهجية، يصبح موضوع اعتبار هذه المجموعة من الدراسات بأنها أكثر من مجموع أجزائها أمرًا قابلًا للنقاش.  إن بيرسون وبونس في سعيهما للوصول إلى فكرة موحدة في مقالهما التمهيدي، يلفتان الانتباه إلى التطابق في الفترات الزمنية (تتناول معظم الدراسات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين) وإلى تأثير التنظيم regulation من قبل الدولة على صنع القرار من قبل شركات التأمين؛ وبالتأكيد فإن "الدولة"، بشكل أو بآخر، تلوح في الأفق بشكل كبير في كل هذه الدراسات، كما يجب أن يكون عليه الحال في أي دراسة للتأمين الحديث.  إن الأهمية الحقيقية لهذا الكتاب يكمن في كونه علامة فارقة في مجال للدراسة يتقدم بقوة، والذي يحمل وعدًا بأسئلة بحثية متعددة التخصصات مهمة ومثمرة والتي بالكاد بدأ استكشافها.  في هذا الصدد على الأقل، فإن رؤية منظمي المؤتمر، ومحرري هذا الكتاب، مبررة تمامًا.

 

* جيرونيا بونس، أستاذة التاريخ الاقتصادي، جامعة مدريد، إسبانيا

روبن بيرسون، أستاذ التاريخ الاقتصادي، جامعة هال، بريطانيا

 

** كريس كينغستون، أستاذ الاقتصاد في أمهيرست كوليدج، الولايات المتحدة الأمريكية

 

*** مصباح كمال، كاتب في قضايا التأمين

 

Jerònia Pons and Robin Pearson, editors, Risk and the Insurance Business in History. Madrid: Fundación Mapfre, 2020. 290 pp. ISBN: 978-84-9844-753-8.

 

Reviewed for EH.Net by Chris Kingston, Department of Economics, Amherst College.

 

Copyright (c) 2021 by EH.Net. All rights reserved. This work may be copied for non-profit educational uses if proper credit is given to the author and the list.



[1] مؤسسة ماپفري (1975) أسستها شركة ماپفري الإسبانية، مقرها في مدريد وهي واحدة من كبريات شركات التأمين في اسبانيا وأمريكا اللاتينية وأقطار أخرى.  للمزيد من المعلومات راجع:

https://www.mapfre.com/statics/corporativo/grupomapfre/en/cinformativo/mapfre-foundation.shtml

وكذلك:

https://en.wikipedia.org/wiki/Mapfre

 

ليست هناك تعليقات: