إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2021/12/19

The Concept of Exclusion Free Insurance

 ريتشارد هارتيغان*: النظر في مفهوم التأمين الخالي من الاستثناءات

 

 

ترجمة: مصباح كمال

 

 

نشرت هذه المقالة في الاكتواري، مجلة أسبوعية يصدرها معهد وكلية الاكتواريين البريطانية

 

The Actuary

The Magazine of the Institute and Faculty of Actuaries

https://www.theactuary.com/features/2021/11/29/considering-concept-exclusion-free-insurance?utm_source=Adestra&utm_medium=email&utm_term=

 

 

نشرت الترجمة في موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين:

http://iraqieconomists.net/ar/wp-content/uploads/sites/2/2021/12/ريتشارد-هارتيغان-النظر-في-مفهوم-التأمين-الخالي-من-الاستثناءات.pdf

 

 

تقديم

 

أقدمنا على ترجمة هذه المقالة لأنها تضم أفكارًا جديدة جريئة لم نطلع عليها سابقًا، عرضها الكاتب بسرعة، مختتمًا، بتواضع العالم، بإثارة سؤال: هل أن هذه الفكرة مكتملة؟  إن مجرد إثارة السؤال تشير إلى أن الكاتب يعرف الإشكاليات التي تنتظم وجود/عدم وجود الاستثناءات في وثائق التأمين، وهذه تحتاج إلى دراسات عديدة.  نعرف بأن وثائق التأمين قد تطورت، تاريخيًا، نحو التوسع في نطاق الحماية التأمينية للمؤمن لهم إما بإدخال تغطيات إضافية أن استبعاد استثناءات خاصة ببعض المخاطر والأموال المؤمن عليها.  ولعل خير مثال بهذا الشأن، هو تطوير التأمين على الممتلكات، فبدلًا من تسمية الأخطار المؤمن عليها كالحريق والانفجار والسرقة وعطب المكائن، على سبيل المثال، صار التأمين قائمًا على ما يُعرف بالتأمين من "كافة الأخطار"، وهي تسمية تحتاج إلى شرح كي لا يُساء فهمها من قبل المؤمن لهم.

 

نأمل أن نقوم في المستقبل بالكتابة عن موقع الاستثناءات في بعض وثائق التأمين.

 

 

بوليصة تأمين بدون استثناءات - مستحيل؟

 

لا أعتقد ذلك. شكَّلت هذه الفكرة واحدة من النقاط المركزية للعرض الذي قدمته إلى معهد الاكتواريين الأسترالي في أيار/مايو 2021، تحت عنوان "اقتراح كبير للمخاطر غير القابلة للتأمين".

 

بصفتنا ممارسين في مجال عملنا، من السهل جدًا إهمال سبب وجود التأمين وإبقائه بعيدًا عن أذهاننا.  إن الأطراف الثلاثة (المؤمِن، شركة التأمين، الحكومة) لها مصلحة مشتركة في ضمان "الحصول على التأمين بشكل صحيح." ‘getting insurance right’ فالتأمين هو زيت التشحيم للاقتصاد.  وللحكومة مصلحة قوية في تعزيز صناعة تأمين صحية وعادلة وتنافسية باعتبارها سياسة عامة "جيدة". ‘good’ public policy

 

إن التأمين يسمح للمؤمن لهم بالعودة إلى وضعهم الطبيعي بعد تعرضهم لخسارة عرضية.  وينصبُّ اهتمام المؤمن لهم في المقام الأول على حماية ميزانيتهم العمومية.  أما كيف أو أي خسارة عرضية تؤثر على ميزانيتهم العمومية فإنها مسألة ليست مبعث اهتمام.  ففي حالة حدوث خسارة عرضية، يحتاج المؤمن له فورًا إلى: إصلاح ميزانيته العمومية.

 

إذا لم يستجب التأمين، فسيرى المؤمن له بطبيعة الحال أن التأمين [سلعة] رديئة القيمة.  هذا الموقف لا يخدم شركة التأمين ولا الحكومة.  فهذا الوضع يعني أن "الحصول على التأمين بشكل صحيح" ليس قائمًا.  يبدو هذا الأمر واضحًا، لكننا نرى أن العديد من شركات التأمين في المملكة المتحدة كانت تقاوم المطالبات (خاصة من الشركات الصغيرة) أثناء جائحة كوفيد-19 وهو ما جعلني أتوقف وأفكر.

 

لماذا هناك استثناءات في وثائق التأمين؟

 

قد تكون الاستثناءات هي من اختيار المؤمن له، من أجل توفير المال [تقليص كلفة شراء التأمين] - على سبيل المثال، قد يشتري المؤمن له بوليصة تأمين سفر تغطي العالم باستثناء الولايات المتحدة، بدلاً من أن يشمل غطاء التأمين العالم بأسره، أو يشتري التأمين الذي لا يغطي الرياضات الشتوية.  في كثير من الأحيان، على الرغم من ذلك، فإن الاستثناءات تهدف إلى حماية شركة التأمين من تعرضها لحادث خسارة جماعية collective event loss [خسائر عديدة ناشئة من حادث واحد] قد تتجاوز أقيامها قدرة ميزانيتها العمومية.

 

إن تصرف شركة التأمين مفهوم، لكنه لا يساعد الطرفين الآخرين: المؤمن له والحكومة.

 

كيف يمكننا حل وطأة هذا التوتر؟

 

تتمثل إحدى طرق المضي قدمًا في أن تقدم شركة التأمين للمؤمن له بوليصة تأمين بدون استثناءات.  المقايضة هنا هي أنه إذا كان حادث الخسارة الجماعية collective event loss كبيرًا بما يكفي، فسيُسمح لشركة التأمين قانونًا بدفع تعويض أقل من 100% من مطالبة المؤمن له.  يمكن تحقيق ذلك من خلال لغة متينة (وواضحة) في صياغة بوليصة التأمين، و/أو إصدار تشريع يدعم هذه المبادرة.

 

"يعرف" المؤمن له أنه في جميع ظروف الخسارة العارضة، فإن ميزانيته العمومية محمية.  في بعض الأحيان، في حالة حدوث خسارة جماعية كبيرة، تدفع شركة التأمين أقل من 100% من مطالبة المؤمن له (البديل، بالطبع، هو عدم تقديم تغطية على الإطلاق).  طالما أن الخسارة هي خسارة عرضية بشكل واضح، فلن يكون هناك خلافات مع شركة التأمين حول التغطية.

 

"طالما أن الخسارة كانت عرضية بشكل واضح، فلن يكون هناك خلافات حول التغطية."

 

من وجهة نظر شركة التأمين، في حالة حدوث خسارة جماعية كبيرة، يُسمح لشركة التأمين قانونًا بدفع أقل من 100% من مطالبات المؤمن لهم.  هذا الأمر يُقوّي شركة التأمين من وجهة نظر احترازية prudential (وهو ما يقلل من الخطر الكارثي الذيلي[1] لحادث الخسارة الجماعية الكبيرة large collective event ‘catastrophe’ tail risk).  وهكذا يتم التخلص من المخاطر التي تشكلها "البجعات السوداء"[2] ‘black swans’ [المخاطر نادرة الوقوع]: تقوم شركة التأمين بدفع التعويض عن الخسائر، لكن مسؤوليتها تصبح محدودة.  بهذه الطريقة، يتم "رفع" مكانة التأمين ليصبح التأمين منتجًا ذا قيمة جيدة.  وهذه تعتبر سياسة عامة جيدة.

 

كيف ستعمل هذه الترتيبات في الممارسة؟

 

يمكن أن تعمل بأي عدد من الطرق.  تضمن العرض الذي قدمته بعنوان "اقتراح كبير للمخاطر غير القابلة للتأمين" واحدة من هذه الطرق: ربط سقف المسؤولية مباشرة بالميزانية العمومية لشركة التأمين.

 

هل أن هذه الفكرة مكتملة؟

 

كلا.  على سبيل المثال، هل سيكون الدعم التشريعي مطلوبًا، أم يمكن تنفيذ هذه الفكرة من خلال لغة بوليصة التأمين؟  هل يمكن أن يكون عدم اليقين بشأن مقدار الخسارة النهائية لحادث الخسارة الجماعية (التطور البطيء للمطالبات) عائقًا؟  هل توجد تحديات في تحديد سقوف المسؤوليات على أساس السنة التقويمية عندما تكون معظم بوالص التأمين غير متوافقة مع السنة التقويمية؟  هل يمكن لسقوف المسؤوليات لمختلف المخاطر ولمختلف شركات التأمين أن تشكل مصدرًا للتشويش بين المؤمن لهم المرتقبين؟

 

هذه كلها أسئلة جيدة، لكن البديل هو عدم عرض أي غطاء على الإطلاق.  يتم تحديد سقوف المسؤوليات بحيث يتم استخدامها بشكل غير متكرر نسبيًا.  إن المقايضة المعقولة هي وسيلة لتحقيق قيمة عامة أعلى.

 

* ريتشارد هارتيغان، خبير اكتواري في مجلس التقارير المالية Financial Reporting Council (FRC)[3]

 [1] المخاطر الذيلية أو مخاطر الذيل ترتبط بالأحداث ذات الاحتمالية المنخفضة، أي أحداث غير متكررة (rare events).

[2] حدث لا يمكن التنبؤ به يتجاوز ما هو متوقع عادة من حدث ما ويحتمل أن يكون له عواقب وخيمة (كارثية).

للتعرف على مفهوم ‘black swans’ راجع: https://www.investopedia.com/terms/b/blackswan.asp