إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012/12/26

Women in Iraq's Insurance Sector


في ذكرى هدى الصفواني:
ملاحظة حول حضور المرأة في قطاع التأمين

 مصباح كمال

 

يصادف يوم 3 كانون الثاني 2013 الذكرى الثالثة لوفاة هدى الصفواني.  ومع اقتراب هذه المناسبة دعوت عدداً من الزملاء والزميلات ممن يعرفونها المساهمة في إعداد ورقة بهذه المناسبة.  كتبتْ نيران نعمان ماهر السامرائي، زميلتها وصديقتها، كلمة وكذلك باقر المنشئ زميل العمل القريب منها (الكلمتان منشورتان في مرصد التأمين العراقي).  وكتب عبدالباقي رضا وسحر الحمداني وفؤاد عبدالله عزيز ومحمد الكبيسي وكذلك إيمان عبدالله شياع تعليقات صغيرة أدرجتها في ورقة منشورة تحت عنوان "في ذكر هدى الصفواني" في مرصد التأمين العراقي.[1]

 

هذه الورقة القصيرة هي من وحي هذه المناسبة استفدنا منها كمدخل لإثارة موضوع حضور المرأة في قطاع التأمين.
 

 

(1)

 

لا نعرف المصادر الفكرية والثقافية لهدى الصفواني، وكيف اكتسبت معارفها التأمينية والمهارات المرتبطة باختصاصها في التأمين على الطيران.  ولا نعرف إن كانت هدى تحمل فكراً سياسياً معيناً ولكننا نعرف أن والدها سلمان الصفواني (1899-1988) كان صاحب جريدة اليقظة (1924-1959) ويعتبر من رواد الصحافة العراقية، وكان وطنياً واتجاهه السياسي قومياً عربياً.  ولا نعرف إن كانت هدى قد كتبت مقالات منشورة ولكنها كتبت، بالتأكيد كجزء من مهام العمل، مطالعات في قضايا تأمينية ذات علاقة باختصاصها، ولن نكتشف ذلك إلا من خلال البحث في ملفات شركة التأمين الوطنية - إن كانت هذه الملفات موجودة.  ومن المؤسف أن لا نستطيع تقييمها من خلال عملها لشحة المعلومات.  وقد حاولنا البحث عن بعض المعلومات عن حياتها الشخصية في الشبكة العنكبوتية لكننا لم نحصل على أي معلومة.  خير من يستطيع إلقاء بعض الضوء على عملها وشخصيتها هم زميلاتها وزملاءها لكننا لم نستهدي، حتى كتابة هذه الورقة، إلا إلى نيران نعمان ماهر السامرائي وباقر المنشئ[2] ومن المؤمل أن تكتب السيدة خلود محمد سعيد عنها.[3]

 

(2)

 

هناك كتابات عديدة عن دور النساء العراقيات الرائدات في مختلف المجالات في القرن العشرين، لكن هذه الكتابات لا تأتي على ذكر دور النساء في قطاع التأمين.[4]  ربما يعود السبب إلى ضآلة دور القطاع في الحياة الاجتماعية وعلى المستوى الشعبي، أو قلة اهتمام الدارسين بالموضوع.  وهذا ليس مستغرباً إذ علمنا أن النشاط التأميني لا يلقى اهتماماً حقيقياً من الاقتصاديين أو من المؤرخين.  أو ربما يعود السبب إلى أن النساء الرائدات اللاتي عملن في شركات التأمين غير معروفات ولم يتمتعن بشهرة الرائدات في مجالات العمل الأخرى، فنحن لا نعرف، مثلاً، اسم أول امرأة عملت في شركة تأمين.  ويرتبط بهذا اقتصار عمل النساء في خمسينيات القرن الماضي على أعمال السكرتارية والطباعة التي ينظر إليها، خطأً وبتعالٍ، على أنها أعمال "غير فنية."  هي أعمال "روتينية" لكنها تتطلب مهارة فنية خاصة، وهي جزء أساسي من متطلبات أداء العمل التأميني في مظاهره المختلفة: في الاكتتاب والتعويض وإعادة التأمين .. الخ.[5]  ولا نعرف أيضاً إن تدرجت بعضهن نحو العمل "الفني."  يقال ان أول امرأة عُينت للعمل في شركة التأمين الوطنية كان سنة 1952 لكن اسمها وموقعها الوظيفي ليس معروفاً.[6]

 

بدون توفر المعلومات لا يمكننا الإشارة إلى امرأة واحدة متميزة في القطاع "يشار إليها بالبنان."  ونحن نميل إلى تغليب فكرة وجود صف متميز من النساء المتخرجات حديثاً من الجامعة في فترة ثورة الرابع عشر من تموز 1958 عملن في القطاع بالتوازي مع بعضهن.  كانت هدى الصفواني من هذا الجيل من النساء، من طبقة بثينه حمدي (الحسابات، التأمين الوطنية)، وسعاد نايف برنوطي (إعادة التأمين، التأمين الوطنية)،[7] وسهير حسين جميل (الشؤون القانونية، التأمين الوطنية)، ومي الخضيري (إعادة التأمين، التأمين الوطنية)، ونجيبه كاكا (التأمين الهندسي، التأمين الوطنية)، ومي مظفر (الإعادة العراقية)، ونيران ماهر الكنعاني (التأمين البحري، التأمين الوطنية؛ لم تكمل مشوار العمل في التأمين) مع الاعتذار لعدم تذكري أو معرفتي بأسماء النساء الأخريات من هذا الجيل ممن عملن في التأمين الوطنية، والتأمين العراقية، والإعادة العراقية وقبل ذلك في شركات التأمين العراقية الأخرى وكذلك فروع ووكالات شركات التأمين العربية والأجنبية.

 

كنَّ يشتركن بكونهن خريجات جامعيات، ويجمعن بين المعرفة الأكاديمية، واللغة الإنجليزية، إضافة إلى العربية، والمعرفة العملية بمفاهيم التأمين وتطبيقاتها في فروع التأمين المختلفة.  لم تكن هؤلاء النسوة شخصيات يؤدين مهام ذات طبيعة روتينية بل كن مساهمات، مع زملائهن ورؤسائهن، في التعامل مع قضايا معقدة في الاكتتاب وفي التعويض وفي إدارة العمل التأميني في مختلف وجوهه.  وهدى الصفواني خير مثال على ذلك كما يرد في كلمة باقر المنشيء التي أشرنا إلى رابطها في أحد هوامش هذه الورقة.

 

القول بأن النقلة النوعية في مكانة النساء في قطاع التأمين حصلت في أوائل ستينيات القرن الماضي، بعد تزايد عدد الخريجات الجامعيات، أطروحة بحاجة للتحقيق رغم أن كلية التجارة والاقتصاد، أحد المصادر المهمة في توفير الموظفات لشركات التأمين والمؤسسات الحكومية، تأسست في العام 1947 وتخرجت الدفعة الأولى من خريجاتها في العام 1950 ــ 1951.[8]  وسيمر وقت طويل قبل أن تشغل النساء موقع عضو في مجالس إدارات شركات التأمين.

 

عملت المرأة العراقية في مختلف فروع التأمين وكان حضورها كثيفاً في شركات التأمين العامة حتى ان البعض منهن كن يعملن في المجال الهندسي الذي كان يتطلب المشاركة في إجراء الكشف الميداني على مواقع الأخطار والأضرار المؤمن عليها.  أذكر هذا لأن الصورة النمطية عن المرأة هي انها تقوم بالوظائف الروتينية والمكتبية.  كان ذلك قبل أن تجبر المرأة العراقية على تغيير لباسها ضمن "الحملة الإيمانية" لـ "القائد الضرورة" ومن جاء بعده.[9]

 

(3)

 

من الصعب إجراء المقارنات بين عمل النساء في قطاع التأمين العراقي ونظيره في البلدان العربية بسبب غياب البيانات للحكم على مكانتهن في العراق.  وأجازف بالقول ان موضوع موقع المرأة في النشاط التأميني لم يكتب عنه ولم يبحث حتى الوقت الحاضر.[10]  ولا يكفي هنا ذكر الانطباع الشخصي بوجود تشابه في الوضع بين العراق ومصر، على سبيل المثال.  ومن الصعب أيضاً، دون القيام بالبحث، معرفة الأصول الاجتماعية والطبقية للنساء العاملات في القطاع، والدوافع وراء اختيار العمل في شركات التأمين.  ونزعم أن دور المرأة في التأمين، في دول أخرى، لم يحظى بدراسات مستقلة ولا يرد ذكره إلا من خلال إشارات عابرة.  يذكر مؤلفا كتاب عن مصادر البحث التاريخي في النشاط التأميني في بريطانيا أن شركات التأمين التي كانت تكتتب بوثائق التأمين الصناعي على الحياة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لجأت إلى استخدام النساء ككاتبات لإدخال بيانات الوثائق في بطاقات،[11] وهو عمل تفصيلي يحتاج إلى الصبر والدقة.

 

كما أن المرأة لم تشغل مواقع قيادية في شركات التأمين في الأسواق المتقدمة، بريطانيا على سبيل المثال، إلا في فترة متأخرة كما نقلنا من كتاب في تعليق كتبناه سنة 2009.  جاء في كتاب صدر في أوائل ثمانينيات القرن الماضي: [12]

 

"قبل اثنتي عشر سنة لم تكن أية امرأة عضواً في لويدز، ولم تطأ قدما سيدة قاعتها الاكتتابية The Room.  واليوم هناك ما يقرب من 4,000 اسم نسائي Name [العضو الاكتتابي المساهم في رأسمال النقابة الاكتتابية] في لويدز.  وبدأت النساء بارتقاء جُل المواقع الوظيفية في مجتمع لويدز.  فهناك نساء عاملات كمساعدات للمكتتبين يجلسن في المكتب الاكتتابي underwriting box [سمي المكتب بالإنجليزية بالصندوق box لصغر حجم المكاتب، وهي موجودة داخل القاعة الاكتتابية التي يرتادها وسطاء التأمين المعتمدين من قبل لويدز للتفاوض مع المكتتبين وإبرام عقود التأمين] وهناك سيدات يحتلن مواقع تنفيذية لدى شركات وساطة التأمين."

 

تغيرت الصورة في الأسواق المتقدمة مثلما تغيرت في العراق إذ صارت المرأة تشغل عضوية مجالس الإدارة في بعض شركات التأمين ومنها شركة إعادة التأمين العراقية وشركة التأمين الوطنية.  ورغم تزايد الثقل العددي للنساء في قطاع التأمين لم نشهد قيام تجمع خاص بهن كما هو الحال في الأسواق المتقدمة حيث توجد جمعيات للنساء العاملات في مجال التأمين والخدمات المالية.  قبل سنتين قامت إحدى المكاتب الحقوقية الأجنبية في دولة الإمارات العربية تأسيس جمعية للنساء العاملات في التأمين.  آمل ان تتحفز العاملات في قطاع التأمين العراقي لتكوين جمعية لهن لتأكيد حضورهن المهني في القطاع وتطوير مواقعهن من خلال رسم السياسات المناسبة.

 

وآمل أن يتحول موضوع دور المرأة في قطاع التأمين إلى أطروحة بحث جامعي، وإن لم يتحقق هذا الأمل أتمنى على زملاء وزميلات المهنة في العراق المساهمة بتعليقاتهم وإضافاتهم لوضع نواة أولية للمزيد من البحث.  سأكون شاكراً لأية تصحيحات وإضافات لتوثيق مكانة ودور المرأة في قطاع التأمين العراقي.

 

 

لندن 17 كانون الأول 2012



[1] http://iraqinsurance.wordpress.com/2012/12/10/huda-al-safwani-recollection/
[2] أنظر: نيران نعمان ماهر السامرائي، "عندما أتذكر هدى الصفواني،" وباقر المنشئ "كلمة وفاء للمرحومة هدى الصفواني في ذكرى وفاتها الثالثة"، مرصد التأمين العراقي:
 
[3] كما أخبرتني السيدة إيمان عبدالله شياع في رسالتها المؤرخة 11/12/2012.  خلود محمد سعيد تعمل في قسم الطيران، شركة التأمين الوطنية.
[4] مبجل بابان، "لمحات عن نساء عراقيات رائدات في تاريخنا المعاصر"، الاتحاد الديمقراطي العراقي، 19 ديسمبر 2009
وكذلك مبجل بابان "8 آذار يوم المرأة العالمي" الحوار المتمدن
أنظر أيضاً: ا .د . إبراهيم خليل العلاف، "المرأة العراقية ودورها في بناء العراق المعاصر 1921-2003"
http://dr-ibrahim-al-allaf.com/details.php?id=261 دراسة مفصلة يسرد فيها قائمة من اسماء النساء في مجال الشعر والفن الإسلامي والموسيقى والغناء والطب والصحافة والقضاء والعمل الجامعي الأكاديمي واللغة وتنظيم الجمعيات والبحث التاريخي وغيرها.  لا نجد ذكراً في هذا الصنف لعمل المرأة في قطاع التأمين.
[5] في زماننا، ومع إدخال الحاسوب في أداء العمل صار الاعتماد على كتاب وكاتبات الطابعة أقل.  صارت الموظفة والموظف مجبرة على تعلم استخدامات الحاسوب، ولم تعد المهارة محصورة بالعاملات في قسم الطابعة.
[6] هذه المعلومة من السيدة باسمة البحراني التي عملت لفترة قصيرة في شركة التأمين الوطنية، فرع بغداد، وقد ذكرتها لي في حديث عابر معها في لندن بتاريخ 22 أيلول 2012..
[7] حصلت سعاد برنوطي في وقت لاحق على دكتوراه في ادارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا، لوس انجليس، وألفت وترجمت العديد من الكتب والدراسات ومنها الكتاب المنهجي ادارة الموارد البشرية - إدارة الأفراد الذي يُدرّس في بعض الجامعات العربية.
 
[8] مجلة الفردوس، دار الكتب والوثائق، بغداد، http://www.iraqnla.org/fp/alfrdos12/fadat.html
[9] في الفترة التي عملتُ فيها في شركة التأمين الوطنية (1968-1977) لم أشهد موظفة كانت تغطي رأسها بأية خرقة.  الوحيدة التي كانت تغطي رأسها هي المرأة المكافحة الأمية التي كانت تنظف المكاتب عند انتهاء الدوام الرسمي.  وكان لباسها جزءاً من التقليد الشعبي القائم وليس لباساً لما صار يعرف باللباس الشرعي المشكوك في أصوله.  ربما كانت مثل هذه المرأة تكدح كي تستطيع ابنتها إكمال تعليمها الجامعي، وهو ما أعرفه في حالات أخرى خارج شركة التأمين الوطنية.
[10] لعل ورقة إيمان عبدالله شياع "واقع المرأة في شركة التأمين الوطنية،" مجلة التأمين العراقي، 27 نيسان 2009، وقد كتبتَها باقتراح مني، هي الورقة الوحيدة من نوعها.  وتبعتها بورقة ثانية، "النصف الآخر: دراسة أولية لدور المرأة في شركة التأمين الوطنية" كلّفتُها بها لتكون فصلاً في كتاب عن شركة التأمين الوطنية يكتب خصيصاً على شرف عبدالباقي رضا.  لا يزال الكتاب مشروعاً تبنته إدارة شركة التأمين الوطنية في تشرين الثاني 2011 لكن المكلفين بكتابة فصوله لم يحركوا ساكناً باستثناء د. سليم الوردي وإيمان شياع!
[11] H A L Cockerell & Edwin Green, The British Insurance Business: A Guide to its History & Records (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1994.  First edition 1976), p 69-70.
 
Industrial life assurance required the services of tens of thousands of agents who acted as canvassers and collectors.  In the early twentieth century as many as 80,000 were so employed all over the country.  The companies were faced with the problems of processing very large volumes of data.  In response, in 1872 the Prudential had begun to employ women as clerks, following the earlier example of the Post Office.  The Prudential at the time issued up to 20,000 policies each week, as a new policy was required whenever a policyholder decided or persuaded to pay more in weekly or monthly premiums... Each policy was entered on a handwritten card.”
 
Godfrey Hodgson, Lloyd’s of London: a reputation at risk (Harmandsworth: Penguin Books, 1984) p 128.
 

2012/12/10

Huda Al-Safwani - recollection

في ذِكر هُدى الصفواني
( - 2010)
 
 
مصباح كمال
 
 
يصادف يوم 3 كانون الثاني 2013 الذكرى الثالثة لوفاة هدى الصفواني.[1]  قلة المعلومات وقت وفاتها حالت دون أن ننشر نعياً لها.[2]  ومع اقتراب هذه المناسبة دعوت عدداً من الزملاء والزميلات ممن يعرفونها المساهمة في إعداد ورقة بهذه المناسبة.  كتبتْ نيران نعمان ماهر السامرائي، زميلتها وصديقتها، كلمة وكذلك باقر المنشئ زميل العمل القريب منها (الكلمتان منشورتان في مرصد التأمين العراقي).  وكتب عبدالباقي رضا وسحر الحمداني وفؤاد عبدالله عزيز ومنعم الخفاجي تعليقات صغيرة أدرجتها في هذه الورقة وكذلك إيمان عبدالله شياع.
 
 
 
لا نعرفُ المصادر الفكرية والثقافية لهدى الصفواني، وكيف اكتسبت معارفها التأمينية والمهارات المرتبطة باختصاصها في التأمين على الطيران.  ولا نعرفُ إن كانت هدى تحمل فكراً سياسياً معيناً ولكننا نعرف أن والدها سلمان الصفواني (1899-1988) كان صاحب جريدة اليقظة (1924-1959) ويعتبر من رواد الصحافة العراقية، وكان وطنياً واتجاهه السياسي قومياً عربياً.  ولا نعرفُ إن كانت قد قد كتبت مقالات منشورة ولكنها كتبتْ، بالتأكيد، مطالعات في قضايا تأمينية ذات علاقة باختصاص عملها، ولن نكتشف ذلك إلا من خلال البحث في ملفات شركة التأمين الوطنية - إن كانت هذه الملفات موجودة.  ومن المؤسف أن لا نستطيع حتى تقييمها من خلال عملها لشحة المعلومات.  وقد حاولنا البحث عن بعض المعلومات عن حياتها الشخصية في الشبكة العنكبوتية لكننا لم نحصل على أي معلومة.  خير من يستطيع إلقاء بعض الضوء على عملها وشخصيتها هم زميلاتها وزملاءها لكننا لم نستهدي، حتى كتابة هذه الورقة، إلا إلى نيران نعمان ماهر السامرائي وباقر المنشئ.[3]
 
فيما يلي أقدم بعض الكلمات التي وردتني.  كتبت سحر الحمداني في رسالة إلكترونية قصيرة بتاريخ 27/11/2012 أن
 
"هدى الصفواني رحمها الله كانت قمة في التواضع والبساطة والعمل بصمت، وكل الذي اعرفه عنها ان موظفيها كانوا يكنون لها كل الاحترام والتقدير.  وكنت كلما التقي بها تحكي لي عن ابنتها وزوجها العازف الموسيقي [غازي مصطفى بهجت] بكل رقي.
 
اكثر من يعرف هدى وعمل معها هو السيد خالد البنا الذي اتمنى ان يكون حيا لان اخباره انقطعت منذ سنوات طويلة.  لقد شتت الحصار اللعين موظفي التامين الاكفاء."
 
كان أول من أعلمني برحيل هدى الصفواني زميلي باقر المنشئ في رسالة مؤرخة في 9 كانون الثاني 2010 موجهة إلى عشرات الأسماء، قال فيها:
 
Dear All,
 
I received with deep sorrow the final departure of a dear and fine person UM HALA, HUDA AL-SAFWANI.
 
On this sad occasion I would like to send my sincere condolences to all of HUDA's family, relatives and friends.
 
It has been more than 15 years since I last saw Um Hala, but I very well remember every day we spent together at NATIONAL INSURANCE CO for many years.
 
I also remember, more than 25 years ago, when we both were in London; we spent many hours looking for a shop to repair Abu Hala's OBOE!  This proved to me that she cared a lot about her husband.
 
Simply she was a great person and we will certainly miss her.
 
Let us all pray to GOD to forgive her and let her rest in heaven in peace.
 
هدى الصفواني هي من ذلك الزمن الذي وصفته في رسالة تعزية باللغة الإنجليزية إلى زوجها وابنتها وأخيها وجمهرة الأسماء التي وردت في رسالة باقر المنشئ:
 
Huda belonged to a generation of liberated Iraqi women who played important roles in public life on an equal footing with their male colleagues.  That is how it was at NIC under the rational management and brilliant leadership of Abdulbaki Redha.  The anecdote related by Bakir speaks volume about a fine lady and a senior staff member of NIC and the trust put in her to represent the interests of NIC vis-à-vis London insurance underwriters.
 
I haven’t had the honour and pleasure of working directly with Huda but I knew of her outstanding contribution while she was at the Marine & Aviation Department of NIC.  Huda, along with other ladies like Buthaina Hamdi (Accounts), Suhair Hussain Jameel (Legal) and many others, were shining examples of the equality at work that was slowly emerging in Iraq in those days.
 
وقتها وردتني رسالة من سيدة عراقية تعمل في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 10/1/2010 تبرز بعضاً من صفات هدى الصفواني، ويؤسفني أن لا استطيع الاقتباس من رسالتها والتصريح باسمها لأنني لم استلم رداً منها على ذلك عند كتابة هذه الورقة.  واقتبس هنا فقرات من جوابي على رسالتها:
 
I have always had respect for my female colleagues at NIC where I worked (1968-1977).  My immediate line manager in the Engineering Department was a lady (Najeeba Kaka), three of my colleagues in the department were women: Amal Ibrahim, Nabila Fikri and Jacqueline Ramzi.
 
Huda was among those outstanding women who served the company well.  Thanks to the open mind of the then Chairman and General Manager Abdulbaki Redha, female staff had equal opportunity with their male colleagues in promotion and prospects.  Huda’s command of English and technical knowledge and competence in aviation insurance were her strong points in addition to her charm and other qualities that you have mentioned.
 
In appreciation of the contribution of female staff to Iraq’s insurance industry I have commissioned a colleague at NIC, Eiman Abdulla Shia’a, to write about the role of women at NIC for a blog (Iraq Insurance Review) that I have launched and manage as at present there is no printed or electronic insurance journal in Iraq: http://misbahkamal.blogspot.co.uk/2009/04/blog-post_27.html
 
By mourning the passing away of Huda we are mourning an era, a secular and a progressive outlook on social life that has been taken away from us.  We live in hope that all is not lost and that Iraq and its people will be in a better shape in years to come.
 
وقال عنها عبدالباقي رضا:
 
"كانت سيدة مثقفة خارج نطاق عملها الذي كانت متقدمة فيه وربما عملت لوقت قصير وموقت في سكرتارية المدير العام."  (مقتطع من رسالة مؤرخة في 27 تشرين الثاني 2012).
 
وكتب عنها فؤاد عبدالله عزيز من البحرين:
 
"الزميلة المرحومة هدى الصفواني عملت منذ التحاقها بالتامين الوطنية في قسم البحري والطيران، وكانت نشطة في تخصصها، وتركت الوطنية وهي مديرة في فرع تامين السفن والطيران واعادة التامين.
 
وهي، كما يعلم الجميع، ابنة المرحوم سلمان الصفواني، الصحفي الوطني المعروف كان صاحب جريدة اليقظة منذ العهد الملكي.  لذلك فان توجهاتها كانت منسجمة مع اجواء عائلتها الادبية والفنية فكانت محبة للنشاطات الفنية ايضا اذ كانت حاضرة في أغلب حفلات الفرقة السمفونية الوطنية والتي كانت مناسبة في حينها ان تتزوج السيد غازي بهجت عازف الأوبوا في الفرقة وأحد موظفي قسم العلاقات في التامين الوطنية."  (مقتطع من رسالة مؤرخة في 2 كانون الأول 2012).
 
وكتب منعم الخفاجي:
 
"عرفت المرحومة هدى الصفواني عن كثب، سيدة محترمة تتحلى بدرجة راقية من الاخلاق فهي من عائلة كريمة.  والدها المرحوم سلمان الصفواني من كبار صحفي العراق وصاحب جريدة اليقظة، وأخويها الزميلين رامز ويحي الصفواني.  وعدا ذلك فهي كانت من خيرة النساء العاملات في شركة التامين الوطنية من حيث الاخلاص والجدية في العمل.
 
حسب ما اعتقد فإن الاخ باقر المنشىء لديه معلومات اوفر عن المرحومة لأنه زاملها في العمل لفترة طويلة عندما كان يعمل مديرا لفرع السفن والطيران وإعادة التامين."  (مقتطع من رسالة بتاريخ 3 كانون الأول 2012)
 
لا أذكر أن أحدً من زملائها أو زميلاتها أبدين تذمراً أو أشتكين منها.  هي من ذلك الصنف من الناس الذين يتمتعون بقوة داخلية تتجاوز الانحياز الشخصي والحكم المسبق وتحتفظ بدرجة عالية من الموضوعية في العلاقات.  لا أذكر أن أحداً ذكرها بسوء.  كانت دائماَ محط إعجاب وتقدير.  تقول إيمان عبدالله شياع في رسالة بتاريخ 27 تشرين الأول 2012 رداً على طلبي توفير تاريخ ميلاد هدى الصفواني: "سأحاول ان احصل لك ما طلبت بخصوص السيدة هدى الصفواني والتي كنت انا شخصيا من اشد المعجبات بها دون ان اعرفها وقد عاصرتها لفترة قصيرة قبل ان تغادر الشركة."  هذه المشاعر مشتركة تجاه هدى الصفواني.
 
 
كانت إنسانة مرحة، وهذا هو الانطباع المحفور في ذاكرتي عنها.
 
 
هدى الصفواني توفيت في نيوزيلنده قبل الساعة الرابعة صباحاً بقليل يوم الأحد 3 كانون الثاني 2010.
 
لندن 10 كانون الأول 2012


[1] سنذكر جميع الأسماء مع حفظ الألقاب.
[2] وقتها كتبت إلى إيمان شياع: "هل لي الآن أن اقترح عليك بكتابة مادة عن السيدة هدى الصفواني، نعياً مثلاً، أو تتعاوني مع زملاء آخرين بهذا الشأن.  ربما يمكن لبعض الزملاء أن يتبرع بذكريات عمله معها.  ستكون هذه بمثابة تقدير لها ولذكراها.  لم تنهض المناسبة لأعمل معها لكنني كنت أعرف عن عملها وقدراتها الفنية في فرع التأمين على الطيران.  ربما لن تهتم إدارة الشركة بمثل هذا الأمر وتكتب نعياً ولكن نحن العاملين سابقاً والآن في الشركة علينا الاهتمام بمثل هذه المواضيع كي نحسس أنفسنا بأننا ننتمي إلى مجموعة لها هموم مشتركة وإن من يرحل منا يستحق التفاتة مناسبة.  آمل أن يحظى هذا الموضوع باهتمامك."  لكنها اعتذرت لعدم توفرها على المعلومات واستثارة همة الآخرين.
[3] أنظر: نيران نعمان ماهر السامرائي، "عندما أتذكر هدى الصفواني،" وباقر المنشئ "كلمة وفاء للمرحومة هدى الصفواني في ذكرى وفاتها الثالثة"، مرصد التأمين العراقي: