مراجعة
كتاب
جيمس
مكسوين، البترول والسلامة العامة: إدارة الخطر في جنوب الخليج، 1901-2015[1]
James B. McSwain, Petroleum and Public Safety: Risk Management in
the Gulf South, 1901-2015. Baton Rouge: LSU Press, 2018. xxii + 368
pp., $55 (hardcover), ISBN: 978-0-8071-6912-4.
Reviewed for EH.Net by Mark Aldrich, Department
of Economics, Smith College.
Published by EH.Net (November 2018)
المراجع:
مارك ألدريج، قسم الاقتصاد، كلية سميث، ماساشوست.
ترجمة:
مصباح كمال
يركز هذا الكتاب أساساً على تطور اللوائح التي
تنظم سلامة تخزين وشحن النفط في أربع مدن في ساحل خليج الولايات المتحدة الجنوبي
[الذي يلتقي بخليج المكسيك] – موبايل ونيو أورلينز وهيوستن وﮔالفستون – وبشكل
رئيسي في مطلع القرن العشرين. ويحتوي الكتاب، بالإضافة إلى استهلال ومقدمة، على
فصل لكل من هذه المدن. ويضم أيضاً فصل تمهيدي
بعنوان "البترول وثقافة الخطر في القرن التاسع عشر"، بالإضافة إلى خلاصة
وخاتمة. وتتمثل الحجج الأساسية للكتاب في
أن شركات التأمين طورت نهجاً لإدارة مخاطر النفط في القرن التاسع عشر، وأن مدن ساحل
الخليج الجنوبي "قامت بتحويل قواعد التأمين إلى لوائح قابلة للتنفيذ قانونياً."
(ص 193).
يعكس الكتاب قدراً هائلاً من البحث في المصادر
الأساسية والمراجع الثانوية - ويبدو أن المؤلف قد قرأ كل مطبوع عن التأمين كان
موجوداً آنذاك - وتحتوي الفصول الخاصة بكل مدينة على تفاصيل هائلة في بعض الأحيان.
على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين
المدن، إلا أن السرد الأساسي يدور في كل حالة حول المشاحنات بين مختلف جماعات المصالح
– موردي النفط والمستهلكين، والأطراف الثالثة، وأصحاب المصالح المرتبطة بالتأمين.
لقد وجدت الفصل الأول هو الأكثر إثارةً للاهتمام
حيث يتتبع المؤلف جهود مجموعات مختلفة لجمع أخطار إنتاج
واستهلاك المنتجات البترولية مع بعضها من بداياتها إلى حوالي عام 1900، ولعل القراء
سيهتمون بشكل خاص بالمناقشة حول أعمال السلامة التي كانت تقوم بها شركات التأمين. لقد نجح المؤلف بشكل جيد في مناقشة تشابك المعايير
ومعدلات أسعار التأمين مع اللوائح البلدية، ولكن ربما كان هذا الفصل بحاجة إلى المزيد
من التحليل الاقتصادي؛ فليس هناك مناقشة حول الخطر المعنوي moral
hazard أو التأثيرات الخارجية externalities من الحريق التي كانت تؤرق شركات التأمين، والتي كانت ستساعد بالتأكيد
على فهم حماسة شركات التأمين لقواعد السلامة على مستوى المدينة. ولم يقم المؤلف بالاستفادة من ودمج دراسة داليت
بارانوف[2]
Dalit Baranoff حول
الظروف التنافسية المؤثرة في تحديد السعر. إن السؤال الذي ينهض هنا هو: هل أن حرب الأسعار
[بين شركات التأمين] امتد ليشمل المعايير أيضاً [معايير السلامة]؟ يُلمّح المؤلف (ص 44) إلى هذه العلاقة بين أسعار
التأمين والمعايير لكنه لا يطورها كثيراً.
لقد ساهمت الأسواق بطرق أخرى أيضاً في تكوين صورة
الأخطار إذ يلاحظ المؤلف أن الغش في الكيروسين تضاءل مع ظهور أسواق للنافثا، لكنه
يتجاهل دور الأسعار بهذا الشأن. إن الفرق في
السعر price spread بين النفثا (الرخيصة) والكيروسين (الغالي)، الذي يؤشر على قياس مردود
الغش، انخفض تدريجياً، وهكذا، على ما يبدو، انخفضت حالات الغش. ربما لعبت شركة ستاندرد أويل Standard Oil دوراً هنا كان بإمكان المؤلف الانتباه له وأخذه بنظر الاعتبار أيضاً. إن الدراسات عن تاريخ هذه الشركة تصور روكفلر مهوساً
بمراقبة الجودة وربما كان أحد الأسباب وراء هذا الهوس أن ستنادرد أويل كانت تسوّق الكيروسين
باسمها الخاص، ولذلك يمكن لأي انفجار يترتب على استخدامه أن يكون في غير صالح نمو
أعمال الشركة. إن المؤلف يناقش تسويق ستاندرد
أويل لزيت الوقود كوقود للمصانع ويخرج باستنتاج أن معايير السلامة لدى الشركة متفاوتة.
(ص 40-41).
تقدم نهاية الفصل الأول ملخصاً بارعاً عن كيفية تطور
المخاوف من مخاطر البترول خلال القرن التاسع عشر بدءاً من التركيز الأساسي على
المنتجات الطيارة (الكيروسين) مروراً بالاستخدامات الصناعية لزيت الوقود، ووصولاً أخيراً
في 1902 إلى وضع مجموعة من "القواعد والمتطلبات" “Rules
and Requirements”
لاستخدام وتخزين زيت الوقود، الصادر عن المجلس الوطني لمكتتبي الوقود National Board of Fuel Underwriters. لقد صارت هذه القواعد والمتطلبات الكتاب المقدس
الذي من خلاله ستحاول صناعة التأمين تشكيل السلوك الإجرائي العام والخاص في هذا
المجال، وهو ما يناقشه المؤلف بالتفصيل. ربما
كان وضع هذه التطورات بصيغة جدول مفيداً لتحقيق وضوح أكبر.
لقد وجدتُ أن دراسات الحالة للمدن الأربعة أقل
إثارة للاهتمام - لأنها تبدو متشابهة إلى حدٍ كبير. وفي حين أن المؤلف يؤكد في مقدمته على
الاختلافات بين هذه المدن من حيث الحجم والقاعدة الاقتصادية، يبدو أن هذه
الاختلافات لا تغير نسبياً من طبيعة المشكلة قيد الدرس – وهي كيفية التعامل مع
المخاطر الجديدة الناشئة عن الاستخدام الواسع النطاق للبترول بعد الاكتشافات في
تكساس في منطقة سبندلتوب Spindletop. وينصب
التركيز الأساسي على تطوير اللوائح البلدية التي تنظم تخزين ونقل النفط الخام
ومنتجاته. ويشمل التركيز التنظيمي عدداً
من المسائل مثل حجم وبناء الخزانات وخطوط الأنابيب وكذلك مواقعها. ومن المثير للدهشة، في ضوء الاهتمام الحديث
بالعدالة البيئية، أن المؤلف لم يناقش كيف أثَّر التركيب العرقي في الجوار على
قرارات تحديد المواقع [مواقع المنشآت النفطية]. وكما يقول لنا المؤلف، فإن الأطراف التي ساهمت
في صياغة القواعد ضمّت ممثلي المصالح النفطية وشركات التأمين وغيرها. وبالنسبة للأطراف الثالثة التي قد تتحمل تكاليف حوادث
الحريق، ولكن ليس تكاليف حماية النفط المخزون، فإنه لم يكن بالإمكان وضع لوائح
تنظيمية قوية للغاية. لكن المرء يتساءل عن
سبب وجود مثل هذه الخلافات الكبيرة بين المصالح النفطية والتأمينية. في مناقشته للأحداث في مدينة موبايل، ألاباما، يؤكد
المؤلف في عرضه (ص 67) على أن "المخاطر المحتملة للممتلكات لم تزعج أطرافاً أخرى،"
ولكن وبالتأكيد فإن قانون الضرر tort law يغطي الأخطار التي تلحق بأطراف ثالثة. إن ما يمكن أن يفسر بعض الخلافات هو الخبرة (كما
يلمح المؤلف في ص 82) ذلك لأن شركات التأمين قد جلبت لطاولة النقاش تجربة ثرّة
أكثر مما جلبتها الشركات النفطية.
إن اللغة التي يستخدمها المؤلف تجعل القراءة في
بعض الأحيان صعبة. فهناك بروميدات [bromides عبارات مملة مبتذلة] عديدة، كما في الجملة التمهيدية للاستنتاج حيث
نقرأ أن "هذه المدن الخليجية الجنوبية خلقت سياسات لإدارة المخاطر المرتبطة
بتخزين ونقل واستهلاك البترول كوقود." (ص 190). هناك أيضاً جُمل طويلة بكلمات غامضة لا تُقرأ
بسهولة. على سبيل المثل، الفقرة التالية
المكونة من جملة واحدة، في الفصل الأول (ص 13): "في مجاراة تطور تكنولوجيا
الإضاءة والتدفئة، وكذلك إنتاج النفط والتكرير والنقل، فإن الحكومة الفيدرالية
وحكومات الولايات وكذلك البلديات قامت بتشكيل تقاليد لإدارة الخطر صيغت بفضل الاهتمامات
بالسلامة والمسؤولية بالنسبة لسفن الركاب والممتلكات المؤمَّنة التي كانت فيها المصابيح
والتركيبات والآلات الغازية تحرق زيت التربنتين ومزيج الكامفين camphene أو
زيت التربنتين والكحول، بالإضافة إلى النفثا والغازولين والكيروسين."
لا تضم فصول الكتاب مناقشة لأسعار التأمين. ومع ذلك، وكما تشير بارانوف، فإنه في الوقت الذي
كانت تدور فيه هذه الأحداث، كانت المصالح التأمينية تحاول تحقيق استقرار في الأسعار
وضمان عدم قيام الخارجين عن الممارسات الصحيحة بتقويض مجالس الإدارة المحلية
[مجالس مكتتبي التأمين]. في إحدى المرات
(ص 59) يلاحظ المؤلف أن إحدى الشركات [النفطية] استخدمت الأسعار المطبقة بجوارها كدليل
على أن خزان النفط الخاص بها مقبول [كخطر تأميني] لدى شركات التأمين، لكن مثل هذه
الرؤى تعتبر استثنائية في الكتاب وتعرض بشكل عام.
إن المرء يتساءل إذا ما كانت شركات التأمين قد استخدمت أسعار التأمين للتأثير
على مخرجات السلامة في هذه المدن، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا لا.
سوف يتساءل الاقتصاديون ما إذا كان أي من هذه
القواعد والسياسات قد قللت بالفعل من المخاطر، لكنهم لن يجدوا إجابة هنا. من المُسلّم به أن البيانات غير كاملة؛ ومع ذلك
فإن المؤلف لا يثير السؤال. هل كانت مخاطر
الحريق أعلى من المتوسط في هذه المدن؛ هل كانت حرائق النفط مشكلة غريبة؛ هل انخفضت
المخاطر وتغيرت أسعار التأمين مع اللوائح الجديدة؟ إن محاولة الإجابة على بعض هذه الأسئلة، مهما
كانت ناقصة، من شأنها أن تجعل هذه الفصول أكثر إثارة بالنسبة لهذا المراجع.
Mark Aldrich is the author of Back on
Track: American Railroad Accidents and Safety, 1965-2015 (Johns
Hopkins University Press).
Copyright (c) 2018 by EH.Net. All rights
reserved. This work may be copied for non-profit educational uses if proper
credit is given to the author and the list. For other permission, please
contact the EH.Net Administrator (administrator@eh.net). Published
by EH.Net (November 2018). All EH.Net reviews are archived at http://www.eh.net/BookReview.
[1] يمكن قراءة النص الإنجليزي
لمراجعة هذا الكتاب باستخدام هذا الرابط:
إن ما دفعني إلى ترجمة هذه المراجعة هو التنبيه
إلى الدور التاريخي لصناعة التأمين في الغرب في تطوير قواعد السلامة في المنشآت
الصناعية. وهذا الدور ما زال قائماً. ومن المؤسف أن دور صناعة التأمين العراقية في
هذا المجال يكاد ألا يذكر وخاصة في الوقت الحاضر.
كانت مساهمتها في الماضي تأتي من خلال تقارير الكشف الميداني على المنشآت
الصناعية الكبيرة، ومنها المصافي والمنشآت البتروكيمياوية، المقدمة من خبراء أجانب
لأغراض التأمين وإعادة التأمين على هذه المنشآت.
وتتخذ المساهمة شكل تقديم توصيات لتحسين إدارة أخطار هذه المنشآت. وكانت شركة التأمين الوطنية هي الشركة الوحيدة
في هذا المجال.
Shaped by Risk: The American Fire Insurance Industry,
1790-1920.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق