ملاحظة نقدية على خبر توقيع مذكرة تفاهم في مجال التأمين بين العراق وايران
مصباح كمال
[1]
قلما تنشر الصحافة العراقية أخباراً وتعليقات عن النشاط التأميني في العراق. وقد يعود سبب ذلك إلى عدم اهتمام قراء الصحف بهذا النشاط أو عدم اهتمام المحررين بالموضوع. ونضيف إلى ذلك ضعف، أو قل انعدام المبادرة، لدى شركات التأمين ذاتها في ترويج دورها وإصدارها لمواد صحفية للنشر وهو أمر مألوف في العلاقات العامة. هذه الحالة ليست مقتصرة على العراق إذ أن صحافة العديد من الدول العربية أيضاً لا تبالي كثيراً بقطاع التأمين. ولعل هذا الوضع يفصح عن الدور الثانوي والضعيف الذي يحتله التأمين في مجمل النشاط الاقتصادي لهذه البلاد. وإن نهضت الفرصة لتوريد خبر أو نشر تعليق فإنه يكتب بلغة ضعيفة وعدم اهتمام بصحة المعلومات والصياغة اللغوية.
[2]
الخبر الذي اقتبسنا نصه أدناه مؤشر جيد على هذه الحالة. فالخبر ذو طابع عمومي وفيه خطأ في تسمية شركة التأمين الوطنية ومديرها العام. ويبدو لي أن كاتب الخبر لم يكلف نفسه عناء اللقاء بالمعنيين بشأن هذه المذكرة المهمة. ونقلَ قول الرئيس العام للتأمين المركزي الايراني الذي يفيد أن زيارة الايرانيين والعراقيين للاماكن المقدسة في العراق وايران تظهر الحاجة لانواع مختلفة من الحماية التأمينية بما فيها تأمين العلاج والحوادث الشخصية ونقل الأشخاص والبضائع. مقابل ذلك فإن كاتب الخبر لم ينقل لنا عن مدير عام شركة التأمين الوطنية غير إشادته بتوقيع المذكرة وإشارته إلى أن المذكرة خطوة نحو تطوير العلاقات بين الجانبين العراقي والايراني. وهذا كلام فضفاض ليس في صالح السيد عليوي عند مقارنته مع ما نقله الكاتب عن نظيره الإيراني. ربما لم يتفوه السيد عليوي بما نسبه له كاتب الخبر.[1] فحسب علمنا ليست هناك علاقات ليصار إلى الحديث عن تطويرها ولا نعرف تفاصيل الإشادة بالمذكرة. لعل السيد عليوي يقوم بتصحيح الأمر أن تسنى له الإطلاع على الخبر أو هذه المدونة.
لم يذكر لنا الخبر أين تم التوقيع على المذكرة، ولم يبرز الخبر أهمية المذكرة كونها الأولى من نوعها بين شركة تأمين عراقية وأخرى إيرانية، كلاهما عائدتان للدولة. لم يستفد كاتب الخبر من هذه الفرصة للإشارة إلى شركات التأمين العراقية الأخرى، العامة والخاصة، لفائدة القارئ. وربما لن يعرف كاتب الخبر أن شركة التأمين المركزي الايراني (تأسست سنة 1971) هي شركة إعادة تأمين وتمارس دور الإشراف والرقابة على شركات التأمين العامة والخاصة في إيران.
[3]
تفاصيل مذكرة التفاهم بين شركة التأمين الوطنية والتأمين المركزي الإيراني ليست متوفرة كي نعلق على ما ورد فيها بشأن مجالات التعاون والعمل المشترك بين الشركتين. ونأمل الحصول على نسخة من هذه المذكرة.
ومن المناسب أن نذكر هنا أن البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق لم يأتي على ذكر قطاع التأمين في حين تم النص على "تطوير التعاون المصرفي بين البلدين وفق القوانين والأنظمة الدولية."[2] وجاء في خبر أوردته صحيفة الحياة الصادرة في لندن أن الرئيس الإيراني أعلن توقيع سبع مذكرات تفاهم مع العراق في "مجالات الصناعة والتأمين والجمارك والتعدين والنقل والمقاييس والأوصاف."[3] ويبدو أن الصحيفة ربما لم تكن دقيقة في نقل الخبر إذ أن نص البيان المشترك خلا من الإشارة للتأمين. ونأمل أن يردنا توضيح الأمر وتصحيحه من قراء هذه المدونة. ونحن نميل إلى الرأي الذي يقول إن مذكرات التفاهم قد أعدت قبل قيام الرئيس الإيراني بزيارته للعراق.
لا ننوي من هذه الملاحظات تقديم عرض نقدي ورصد لما يكتب في الصحافة العراقية عن التأمين فليس لنا القدرة على ذلك ولا نتوفر على المصادر. ونتمنى أن يقوم غيرنا من الزملاء من العاملين في قطاع التأمين في العراق برصد ما يكتب عن التأمين وما يتعلق به بهدف التصحيح والتقويم كجزء من "حملة" لنشر وعي تأميني صحيح بين الناس. كما اننا لم نلج البعد السياسي الاقتصادي لمذكرات التفاهم، ونأمل أن يقوم أحد قراء المدونة بذلك.
مصباح كمال
لندن 5 آذار/ مارس 2008
نص خبر
توقيع مذكرة تفاهم في مجال التأمين بين العراق وايران
PUKmedia بغداد 2008-03-02
تزامناً مع بدء الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية ايران الإسلامية احمدي نجاد إلى العراق، وقعت شركة التأمين الايرانية وشركة التأمين الوطنية العراقية مذكرة تفاهم للتعاون بين الجانبين من قبل نوروز كهزادي الرئيس العام للتأمين المركزي الايراني وصادق فاضل علوي [عليوي] المدير العام للتأمين الوطني العراقي [شركة التأمين الوطنية].
وعقب التوقيع على المذكرة، قال كهزادي: إن التوقيع على المذكرة سيوفر أرضية لتنمية التعاون والعلاقات بين البلدين، مشيراً أن العلاقات الايرانية العراقية شهدت تطوراً بعد زوال النظام البعثي البائد.
وأضاف: أن زيارة الايرانيين والعراقيين للاماكن المقدسة في العراق وايران وحاجتهم لانواع التأمين بما فيها تأمين العلاج والحوادث ونقل الأشخاص والبضائع.
ومن جانبه، أشاد علوي [عليوي] بتوقيع المذكرة مشيراً إلى أن هذه المذكورة [المذكرة] خطوة نحو تطوير العلاقات بين الجانبين العراقي والايراني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق