إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2011/01/04

Critical Understanding of Insurance Regulation in Iraq


نحو فهم  نقدي لتاريخ الرقابة على التأمين في العراق


سعدون مشكل الربيعي

ان الدراسة التي نشرها زميلنا مصباح كمال (الرقابة على التأمين في العراق: من قانون السيكورتاه إلى ديوان التأمين) تشكل أهمية كبيرة لا يستغنى عنها لما لها من دور في توضيح مسار فهم الرقابة على النشاط التأميني في العراق.

وكان سرده لتاريخ الرقابة منذ الحكم العثماني على العراق وما تلاه من تطورات وإخفاقات، بالاستناد على أرقام القوانين الصادرة حسب تسلسلها التاريخي، ودور المؤسسة العامة للتامين في الرقابة على النشاط التأميني، يليه قانون تنظيم أعمال التامين لسنة 2005 بمثابة تحديد لمراحل مهمة في هذا التاريخ. وتشكل مرحلتي المؤسسة وديوان التأمين، الذي تأسس بموجب قانون 2005، في رأينا، ضعفاً وإخفاقاً في تنفيذ أهدافها.

والحقيقة، لا المؤسسة العامة للتامين ولا ديوان التامين قد مارسا عملياً وفنياً وقانونياً تطبيق الأهداف المسطرة في مواد القوانين المنظمة لوظائفها الرقابية. ولم ترتقي المؤسستان إلى المستوى التنظيمي والإداري والمالي والقانوني لهيئات التامين المشرفة على النشاط التأميني في الدول العربية المجاورة مثل المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية العربية السورية، جمهورية مصر العربية، دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول العربية.

كما ان الاتحاد العام العربي للتامين لم يخطط لتنظيم الأساليب الرقابية وتوحيدها في الدول العربية وكأن الأمر لا يعنيه في ارتقاء صناعة التامين العربية وتطويرها. ولم نقرأ أو نلاحظ اهتمام الاتحاد بسوق التامين العراقي ووجود 23 شركة تأمين خاصة فيه. وكان من المناسب الإشارة إلى نشاطها ودورها المستقبلي الواعد في العهد الجديد، وتنظيم دعوات لممثلي هذه الشركات وحضورهم في المؤتمرات وورش العمل والندوات للاطلاع على نشاط شركات التامين العربية والاستفادة من خبراتها ومواكبة التطورات الحديثة.

ان هذه الدراسة القيمة تعتبر كمرجع يغني الباحثين والدارسين ويساعدهم في الرجوع إلى مصادر كثيرة. أكبر تواضعكم المعرفي والأمين في الإشارة إلى بعض ما كتبناه عن قطاع التأمين العراقي.

ان نشر هذه الدراسة يساعد الديوان وموظفيه وبقية كوادر وموظفي قطاع التامين في العراق في تقييم التطور القانوني المنظم لنشاط التأمين، ويؤشر على أهمية دراسة تاريخ التأمين العراقي من منظور علمي موضوعي. وأنا أشرك الكاتب في دعواته المستمرة للغوص عميقاً في دراسة نشاط التأمين.

نتمنى على زميلنا الاستمرار في الكشف عن جوانب من تاريخ النشاط التأميني في العراق والتي لم تلق عناية من العاملين في قطاع التأمين.


سعدون مشكل الربيعي
بغداد كانون الثاني 2011



ليست هناك تعليقات: