د. مصطفى رجب وشركة إعادة التأمين العراقية:
شيء من التاريخ
سمير قطّان ومصباح كمال
نشرت أصلاً في موقع شبكة
الاقتصاديين العراقيين:
تقديم
عندما نشرت كتابي عن شركة إعادة
التأمين العراقية[1]
فاتني أن أضم لمحتوياته معلومات مهمة أفادني بها الزميل سمير قطّان (يقيم الآن في
الولايات المتحدة الأمريكية) في رسالة له كتبها لي باللغة الإنجليزية بتاريخ 15
آذار 2017 جواباً على رسالتي له. بودي هنا
أن أقدم هذه المعلومات، مترجمة، للتعريف بشيء من تاريخ الشركة ومكانة د. مصطفى رجب، لفائدة
الجيل الحالي من العاملين في الشركة والمهتمين بتاريخها.
رسالة سمير قطان
خلال الستينيات، كما أتذكر، كانت العلاقات الدولية للإعادة العراقية محدودة إلى حد ما،
لكنها توسّعت بشكل كبير خلال السبعينيات والنصف الأول من الثمانينيات عندما بدأت
آثار هذا التوسع تنعكس على أنشطة الشركة.
فيما يلي سأذكر تعاملات الشركة مع شركات إعادة التأمين الدولية حسب توزيعها
الجغرافي. كان هناك شركات إعادة التأمين
التقليدية التي كانت تقدم الحماية الإعادية للشركة وشركات أخرى كانت للشركة علاقات
متبادلة معها reciprocal relationships
شركات إعادة التأمين في أوروبا
Swiss Re, Munich Re, Skandia, Hannover Re, Kolon
Re, Winterthur, SCOR, INGOSSTRAKH, Bulstrad, Storbrand
المملكة المتحدة
Mercantile and
General, Victory, Eagle Star, Black Sea and Baltic, St Paul Re, Lloyd’s of London
العربية والأفريقية
Egypt Re, Arab Re, Tunis Re, ARIG, Falcon Re, CCR, SCR, Trust Re, Best Re, African Re, Ghana Re
الآسيوية وغيرها
أما وسطاء إعادة التأمين التي كانت
الشركة تتعامل معهم فقد ضم:
لقد وقعت حادثتان خلال الفترة التي
كان فيها الدكتور رجب مديرًا عامًا للإعادة العراقية لم يكن يعرفها سوى القليل
جدًا.
الحادثة الأولى كانت في عام 1976،
عندما كنت أعمل لدى شركة ليبيا للتأمين في طرابلس، وقتها زارنا مدير من شركة وساطة
التأمين C T Bowring اسمه براين پيرس Brian Pearce، كما أتذكر. كان پيرس قد قام بزيارة للعراق من قبل
والتقى بالعديد من كوادر التأمين في بغداد.
لذلك عندما علم أنني من العراق، ذكر ذلك في تقريره وكتب أن الإعادة
العراقية، في جوانب معينة، هي أفضل شركة لإعادة التأمين في المنطقة الجغرافية بين شرق
ألمانيا الغربية وغرب اليابان!
وقعت الحادثة الثانية قبل وقت قصير
من مغادرة الدكتور رجب للشركة. في أحد
الأيام دعاني المسؤول عن إدارة قسم الأبحاث، نوزاد المفتي الذي كان صديقًا حميمًا
لي، إلى مكتبه وأراني عدة رسائل. كانت
الرسالة الأولى من جوليَوسْ نيڤ Julius
Neave، المدير العام لشركة ميركنتايل أند جنرال Mercantile and General في لندن موجَّهة إلى الدكتور
رجب. يقول نيڤ في رسالته أن شخصاً مهماً
(لا أتذكر الاسم الآن)، طلب منه تسمية شخص قدَّم مساهمة بارزة لصناعة إعادة
التأمين، وأنه (السيد نيڤ) لذلك يطلب موافقة الدكتور رجب لضم اسمه إلى لوحة
المكرمين في قاعة مشاهير التأمين Insurance Hall of Fame[4] الأمريكية. وذكر السيد نيڤ أن الدكتور رجب سيكون
الشخص الثالث، إضافة له ولشخص أمريكي، ممن سيشملهم هذا التكريم.
وكانت الرسالة الثانية من الدكتور
رجب يعتذر فيها بعدم قبول هذا التكريم.
وكانت الرسالة الثالثة صادرة من
الإعادة العراقية موجهة إلى وزارة [الاقتصاد أو التجارة؟] تضم نسخة من رسالة السيد
نيڤ ورسالة اعتذار الدكتور رجب بعدم قبول التكريم.
وكانت الرسالة الأخيرة صادرة من
الوزارة تُعلم الإعادة العراقية باستلامها لرسالتها بدون أي تعليق.
تعليق مصباح كمال على
الرسالة
وقتها علّقت على رسالة
سمير قطان وذكرت فيها، من بين أمور أخرى، أن شهادة براين پيرس تدعم الرأي
السائد القائل بأن الإعادة العراقية كانت معيد التأمين البارز في "العالم
الثالث" ويمكن للمرء أن يقتبس تقييمه للشركة في هذا الصدد، وأنه يجب عدم
التقليل من شأن هذه الشهادة لأنها تأتي من شخص عمل في شركة وساطة، C T Bowring، لها
تاريخ طويل يرجع إلى عام 1811 (استحوذت عليها شركة مارش
ومكليننان الأمريكية Marsh & McLennan في عام 1980)، وكانت أحد وسطاء إعادة التأمين الرائدين في سوق
التأمين العراقي.
أما حادثة قاعة
مشاهير التأمين فإنها تكشف عن فرصة ضائعة للدكتور رجب وقطاع التأمين في العراق. إن شخصية بارزة في مجال إعادة التأمين مثل جوليَوسْ نيڤ (1919-2008)، المدير
العام لشركة (M&G) Mercantile and General (التي تأسست عام 1907 واستحوذت عليها Swiss Re في عام 1996) توصي بترشيح الدكتور رجب إلى قاعة مشاهير التأمين،
هي شهادة على المركز المتميز
للدكتور رجب. وأجرؤ على القول إن جوليَوسْ
نيڤ ربما عرف الدكتور رجب بشكل غير مباشر بفضل أعمال إعادة التأمين الاتفاقي بين M&G والإعادة العراقية وربما تعرّف
على الدكتور رجب شخصيًا عندما ألقى الدكتور رجب، بالاشتراك مع الدكتور فتحي
إبراهيم من شركة مصر للتأمين، محاضرة في لندن قبل 1980 حول أوضاع قطاع التأمين
العربي قوبلت بتقدير عالٍ. وأضيف، إن
الدكتور رجب رفض ترشيحه إلى قاعة مشاهير التأمين لأن قبوله كان سيؤدي إلى غضب
النظام الاستبدادي عليه في ذلك الوقت. أنا
أقول هذا على افتراض أن الدكتور رجب كان على علم باضطهاد العديد من موظفي شركة
التأمين الوطنية في عام 1963، وبعد ذلك شنق زكي عبد الوهاب (المدير العام لبنك
الرافدين)، والسجن لمدة ثلاث عشرة سنة لشقيقه عطا عبد الوهاب (المدير العام لشركة
التأمين الوطنية، 1964-1966). لقد كان
الدكتور حذراً في تصرفاته والكشف عن مواقفه، وهو الشخص الوحيد الذي يمكنه تأكيد موقفه.
من المؤسف أن الدكتور
رجب لا يميل إلى الكتابة عن نفسه؛ عندما دعوته للكتابة رفض دعوتي بأدب جم.
18 أيلول 2019
[3] إن جميع شركات
الوساطة التي ذكرها سمير قطان كانت تعمل في سوق لندن باستثناء شركة König and
Reeker فقد كان مقرها في كولون،
ألمانيا. تأسست سنة 1873.
كانت
للإعادة العراقية علاقات مباشرة مع شركات إعادة التأمين الدولية إضافة لتعاملها مع
شركات وساطة إعادة التأمين في سوق لندن التي كانت تقوم بترتيب بعض اتفاقياتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق